تقرير لـ(ACLED) الأمريكي المختص: تصاعد المقاومة القبلية في وجه الحوثيين يفقد المليشيا السيطرة على المناطق الخاضعة لها

مشروع (ACLED) الأمريكي المختص بتتبع ورصد الصراع بانحاء العالم

طوال فترة الصراع في اليمن، لعبت التنظيمات القبلية دوراً رئيساً في دعم ومقاومة حكم المتمردين الحوثيين. وبرغم أن الحوثيين أنفسهم ليسوا تنظيماً قبلياً، بيد أن قياداتهم على دراية وثيقة بالأنظمة القبلية في اليمن، وقد تمكنوا من كسب العديد من الحلفاء القبليين، مستفيدين في معظم الأحيان من شبكات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وقد وقفت تنظيمات قبلية أخرى بحزم في وجه القمع الحوثي، ولا سيما في المناطق جنوب ووسط اليمن.

وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، تورطت قوات الحوثيين المنتشرة في جميع أنحاء البلاد في عدد متزايد من النزاعات مع القوات القبلية المحلية في الأراضي الخاضعة لسيطرتها.

وفي حين استمرت وتيرة الاشتباكات العنيفة في التصاعد داخل محافظتي حجة والضالع، أُفيد بوقوع اشتباكات على نطاق أصغر داخل أراضي الحوثي بمعدل متزايد.

وهذا التصاعد في وتيرة الاشتباكات، إلى جانب التقارير التي تتحدث عن القمع الحوثي العنيف في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا يمكن أن تعد مؤشرا على أن قيادات الحوثي فشلت في الحفاظ على العلاقات القبلية كما كانت قبل مقتل صالح.

واستغل التحالف الذي تقود السعودية والحكومة اليمنية، الانتفاضة القبلية، وتجاوب بشكل سريع لدعم القوات القبلية الثائرة في وجه الصلف الحوثي من خلال توفير الدعم الجوي، والإمدادات والقوات القتالية.

وبعد اغتيال الحوثيين الرئيس علي عبدالله صالح، في ديسمبر من العام 2017، فقد الحوثيين تلك العلاقات القبلية التي كانوا يتمتعون بها، علاوة على تجريدهم من أي غطاء سياسي.

وبحسب تقرير للواشنطن بوست، في عددها الصادر 6 ديسمبر 2018، انه بمجرد أن تم تجريد المليشيا من الغطاء السياسي الذي كانوا يتمتعون به قبل اغتيالهم صالح، ظهر الحوثيين كمجرد حركة طائفية دينية خالصة، يحكمون بالارهاب والقمع والتعذيب وتفجير منازل خصوهم.

ويتجلى تصاعد قمع الحوثيون داخل الأراضي الخاضعة لسيطرتهم، من خلال عدد متزايد من التقارير التي توضح بالتفصيل عمليات الاعتقال وتفجير المنازل، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نشوب اشتباكات مسلحة. وهو ما بدى جليا، خصوصا في منطقة الحشأ بمحافظة الضالع، حيث أشعلت قوات الحوثي اشتباكات مع رجال القبائل المحليين عقب تفجير منزل الزعيم القبلي عبد الجليل الحذيفي بتهمة التعاون مع التحالف الذي تقوده السعودية.

وبالمثل، تصاعدت الاشتباكات العنيفة في مديرية حجور وكشر بمحافظة حجة، والتي أشعلتها حملات التجنيد الإجبارية الحوثية، ومحاولات قوات الحوثي استخدام الأراضي القبلية كوسيلة لبلوغ جبهات قتالية في اقصى جنوب الشرق. وبدورها، سارعت قوات التحالف بقيادة السعودية إلى دعم رجال القبائل، حيث وفرت على الأقل خمس عمليات إنزال جوي للأسلحة والإمدادات خلال الأسبوعين الماضيين.

وبالمثل ايضا، جرت اشتباكات أقل وبشكل متقطع، في محافظات إب وذمار وصنعاء على مدار الأشهر الستة الماضية.

ولم يتضح بعد الى أي مدى سيؤثر التصاعد الحالي في وتيرة المواجهات بين الميليشيات الحوثية والقوات القبلية على مجمل الصراع في اليمن. ورغم القتال العنيف والعدد الكبير للقتلى في كلا الجانبين، إلا أن مكاسب السيطرة على الارض كانت صغيرة نسبيا.

لكن في حال استمرت الاشتباكات في مناطق جديدة، فمن المستبعد أن يكون الحوثيون قادرون على تحمل مستويات الصراع الحالية، الأمر الذي قد يؤثر على قدراتهم في السيطرة على بعض أجزاء البلاد.