«ذا هيل» الأمريكية: رفع التحالف بقيادة السعودية يده عن اليمن من شأنه أن يقدم البلد لإيران على طبق من ذهب

*صحيفة "ذا هيل" الأمريكية:

أعلن ملالي إيران الحرب ليس فقط على الغرب، ولكن أيضاً على المملكة العربية السعودية، والخليج كله. وظلت إيران تضايق الشحن البحري في الخليج العربي -شرق المملكة العربية السعودية- لسنوات.

وعندما صوت مجلس الشيوخ، في وقت سابق، على إنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لحرب المملكة العربية السعودية في اليمن ضد مليشيا الحوثيين، كتبت صحيفة نيويورك تايمز في مقال حديث لم يشر إلى أفعال إيران المزعزعة مطلقاً.

وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أن "البحر الأحمر، لم يعد آمناً بعد الآن مع الوجود الأمريكي".

يجب على الأمريكيين أن يدركوا بأنه ليس لإيران حدود على البحر الأحمر، لكن وضع طهران قاعدة لها في اليمن، ستضعها في وضع مثالي لتطويق المملكة العربية السعودية بالمياه وتقويض مصر والأردن وإسرائيل أيضاً. وسوف يسمح لها بالوصول إلى الطرق البرية عبر الصومال وإريتريا والسودان - ومصر مباشرة - لغرض تسليح المتمردين على طول الساحل والمليشيات التي تقاتلها مصر في صحراء سيناء.

يعد البحر الأحمر بوابة هامة للأردن وإسرائيل ومصر وأمريكا وأوروبا والخليج. لذلك، قامت إيران بإذكاء التمرد الحوثي في ​​اليمن، حيث قدمت، من بين أشياء أخرى، صواريخ بعيدة المدى أطلقت على الرياض. اعترضت السفن الحربية الأمريكية عدة شحنات أسلحة إيرانية موجهة لمليشيات الحوثيين. تم اعتراض شحنات أخرى قادمة براً من عمان. جميع هذه الشحنات إلى الحوثيين تنتهك قرارات الأمم المتحدة.

وقد اتهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إيران بتوجيه المتمردين الحوثيين بعدم الانسحاب من الحديدة، وإلى التخلي عن الالتزامات التي تعهدوا بها في ستوكهولم في ديسمبر الماضي ومواصلة القتال.

وقال بومبيو في واشنطن، خلال لقاء حول السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية نظمته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية: "الحوثيون يواصلون رفض الامتثال للاتفاقيات التي وقعوا عليها في ستوكهولم، ويرفضون الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة (...) هذا لأن جمهورية إيران الإسلامية اختارت توجيههم للقيام بذلك".

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، "جدية" معلومات المخابرات بشأن تهديد النظام الإيراني، والتي وصفها بمعلومات "عميقة وخطيرة"، مشيراً إلى أن الاعتداءات الأخيرة لإيران ووكلائها في الشرق الأوسط مدعاة للقلق.

وأضاف بولتون، أن "الهجمات الأخيرة على ناقلات نفط ومحطة ضخ والعراق والسعودية من مظاهر القلق بشأن إيران وعملائها".

وقال مسؤولون أمريكيون، إن إيران كانت تنوي شن هجمات منسقة من مضيق باب المندب، الواقع جنوب غرب اليمن، عبر أذرعها - مليشيا الحوثي المتمردة.

وقام فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بتقديم مساعدات للحوثيين، بما فيها تلك الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار، والتي يستخدمها الحوثيون لتهديد الملاحة قرب مضيق باب المندب، وشن هجمات ضد أهداف برية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتقع اليمن على مضيق باب المندب، أحد طرق الشحن الحيوية، ومر عبره حوالى 4.8 مليون برميل نفط يومياً في عام 2016، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.

ويعتبر المضيق مهماً لاقتصاد السعودية. ووفقاً لبيانات بلومبرغ لتتبع ناقلات النفط، قامت السعودية هذا العام بشحن 600 ألف برميل من النفط يوميًا من الخليج، وحول شبه الجزيرة العربية ومن خلال مضيق باب المندب في طريقها إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.

وتهدف إيران أيضاً، إلى خنق الرياض على البوابات البحرية مثل باب المندب. وهذا ما يجعلنا ندرك بسهولة الأسباب التي تدفع إيران إلى دعم الحوثيين بشكل دؤوب، حيث تريد إيران الاحتفاظ بموطئ قدم قوي في اليمن، بإنشاء ذراعهم -الحوثيين- وتزويدهم بالصواريخ المدمرة تماماً كما تفعل مع حزب الله في لبنان.

إن وجود وكيل إيراني خطر، مسلح بالصواريخ البالستية الإيرانية على عتبة السعودية سيشكل تهديداً لا يمكن للمملكة تحمله، وهو أمر يمكن مقارنته بالاتحاد السوفييتي عندما سيطر على المكسيك إبان الحرب الباردة. لكن المخاطر في اليمن تنطوي على أكثر من مجرد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية أو السلام والاستقرار للشعب اليمني.

كما أن رفع التحالف بقيادة السعودية يده عن اليمن، من شأنه أن يقدم البلد لإيران على طبق من ذهب، ما يمكن طهران من توجيه ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي. وبالتالي، سيكون لدى إيران القدرة على عرقلة تدفق التجارة والنفط من مضيق هرمز وباب المندب، الذي تجرع مرارة القرصنة الصومالية لعقود من الزمن.

إن السماح للحرس الثوري الإيراني بالسيطرة على نقاط اختناق استراتيجية لسوق الطاقة العالمي، ليس خياراً هيناً للمجتمع الدولي. ولا ينبغي الاستخفاف بتهديدات إيران بعرقلة الممرات المائية الدولية. وقد استهدف الحرس الثوري الإيراني ناقلات النفط الخليجية في منتصف الثمانينات، مما دفع البحرية الأمريكية إلى إطلاق عملية "ايرنست ويل" لحماية تدفق النفط.