السياسات اللا إنسانية للحوثيين.. الجبهات مقابل الغذاء

تعمد مليشيا الحوثي الإرهابية إلى زيادة معاناة المواطنين في الأماكن الخاضعة لسيطرتها واستغلال هذه المعاناة لمصالحها الخاصة سياسياً وعسكرياً وأيديولوجياً.

فقد أصبح الوضع الغذائي في هذه المناطق من أصعب وأخطر الأوضاع في العالم، حسب تقديرات منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أطلقت تحذيراً من تحول هذه الأماكن إلى تجمع لأكبر مجاعة في العالم تضم الملايين من الناس.

وكان رئيس برنامج الغذائي العالمي أعلن، أمس الاثنين، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن البرنامج سيوقف المساعدات الغذائية التي يقدمها لليمن نهاية الأسبوع الجاري إذا لم يفِ الحوثيون بالتزاماتهم.

وقال، لا نطلب منهم سوى أن يلتزموا بما وقعوا عليه. وأضاف، إن المساعدات لا تصل إلى مستحقيها الفعليين، ويرفض الحوثيون أن يشاركوا في توزيع المساعدات لنجدها بعد فترة تباع كسلعة تجارية في الأسواق أو تذهب لجهات غير المخصصة لها.

وداخلياً تستغل الميليشيا الظروف الصعبة في محاولة تعزيز الجبهات أو الربح المادي بالاتجار والتلاعب بأسعار المواد الغذائية الرئيسية.

وقال أحد الضباط برتبة عميد لوكالة خبر، إن الحوثيين يستغلون الوضع الغذائي الصعب في المناطق تحت سيطرتهم لرفد جبهاتهم بالمقاتلين من أبناء القوات المسلحة الذين رفضوا الانخراط في صفوفهم، من خلال ربط صرف مبالغ مالية شهرية أو مواد غذائية لهم بتوجههم لجبهات قتالهم العبثية.

وأضاف: كثير من أفراد الجيش فضلوا البقاء بعيداً عن الميليشيا التي قدمت نفسها كعصابة استولت على الحكم وليس كسلطة فعلية، ولكن الميليشيا حاولت، وما زالت، الضغط عليهم بالقوت الأساسي تحت قاعدة "الجبهات مقابل الغذاء".

ولا يختلف الوضع كثيراً بين أوساط المواطنين البسطاء وخاصة أولئك الذين توقف مرتباتهم منذ سنوات ولا يجدون مصدراً للدخل.

يقول أحد الموظفين في وزارة الكهرباء بصنعاء لوكالة خبر، تكلمنا عن المرتبات وانعدام الدخل وعدم توافر السلع الرئيسية، يجيب علينا أنصار الحوثي أو المستفيدون منه، إذا أردتم معاشات فعليكم التوجه للجبهات.

وأضاف، إنهم يتعاملون معنا وكأننا مجرد أدوات يستهلكونها وفقاً لمصالحهم.

ومن جانب آخر استغل الحوثيون وشركاؤهم من التجار أوضاع الحرب للإثراء الفاحش فقد تضاعفت أسعار المواد الغذائية الأساسية عدة مرات عن أسعارها الفعلية.

كما أن بعض السلع تختفي من السوق لفترة معينة يتم التعامل معها كتجارة سوق سوداء، رغم توافرها وتصنيعها محلياً، حيث تقوم العصابة بمنع تداولها لأي سبب ومن ثم الاتجار ببدائلها في السوق بأسعار خيالية.