صحيفة: تفاهم عراقي كويتي في حال حدوث أي صدام في المنطقة

حاول القادة العراقيون إقناع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال زيارته التاريخية إلى بغداد بقدرتهم على ضمان السيطرة التامة على منع تحرك ميليشيات مدعومة من طهران في حال حدوث أي تصادم بين الولايات المتحدة وإيران تصل أضراره إلى الكويت المجاورة للعراق والقريبة من إيران.

وكشفت مصادر سياسية كويتية لصحيفة العرب اللندنية، أن الشيخ صباح الأحمد تمنى على المسؤولين العراقيين الذين التقى بهم في بغداد تكثيف السيطرة الأمنية في هذه المرحلة تحديدا بما في ذلك استخدام رصيدهم التعاوني مع إيران كي لا يظهر العراق، وهو في مرحلة التعاون الدولي لإعادة الإعمار، كساحة لأرض المعركة.

وقالت المصادر “إن الهدف الأول للزيارة هو الوصول إلى تفاهم عراقي-كويتي على موقف مشترك في حال حصول تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج”.

وتأتي زيارة أمير الكويت إلى بغداد وسط قلق من أن يؤثر التوتر بين الولايات المتحدة وإيران على الإنتاج النفطي والوضع الإقليمي بعد عام من انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي مع طهران واتهام إيران بالوقوف وراء استهداف سفن شحن في خليج عمان.

وتخشى بغداد والكويت أن يتسع التوتر بين طهران وواشنطن ليشمل بلدانا أخرى في المنطقة.

ودعا أمير الكويت خلال استقباله من قبل الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي إلى حشد الجهود الممكنة والمؤثرة في المنطقة لتجنب حرب خصوصا أن العلاقة العراقية الإيرانية مميزة وأن بغداد تلعب دورا ما في الوساطة بين واشنطن وطهران وقد تكون أيضا مسرح عمليات لتوجيه رسائل إيرانية نارية كما حصل في قصف محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.

وأجمع الرئيس العراقي ورئيس الحكومة على أن جميع القوى السياسية العراقية والأحزاب متفقة على رفض الحرب على إيران، وأنها ستمارس الحياد في أي صراع محتمل.

وسبق وأن أطلقت قيادات في الميليشيات المدعومة من إيران والمنضوية ضمن فصائل الحشد الشعبي تهديدات ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، بالرغم من أن هذه القوة خاضعة لسلطة الدولة وفق القانون.

واعتبر الرئيس العراقي برهم صالح أن “العراق ينظر إلى طبيعة الأزمة الحالية في المنطقة بمنظار واسع ويسعى إلى تحقيق توافق إقليمي شامل على قاعدة الحوار والجيرة الحسنة بين الدول”.

وخلال جلسة المباحثات الرسمية مع أمير الكويت، أكد صالح أن “العراق لديه الرغبة الجادة لبناء علاقات متطورة مع جيرانه خاصة مع الكويت بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين”.

واعتبرت المصادر الكويتية أن الإعلان عن زيارة أمير الكويت إلى بغداد كان مفاجئا لبعض الأوساط، إلا أن من يتابع الحركة السياسية والدبلوماسية التي يقوم بها يدرك أن الشيخ صباح الأحمد في الأزمات والتطورات الإقليمية لا يترك بابا إلا ويطرقه من أجل تهدئة الأوضاع وتكريس مبدأ حل النزاعات بالطرق السلمية والعودة إلى الحوار سبيلا لإيجاد حلول.

ويرى مراقبون كويتيون أن زيارة الأمير صباح الأحمد تهدف، كأحد أهدافها، إلى العمل على تكريس صيغة تجنب المنطقة المزيد من الرسائل النارية عبر تكثيف الجهود الكويتية والعراقية لفتح كوة في الجدار السياسي تؤدي إلى تنفيس الاحتقان، ناهيك عن أن العراق والكويت ودول المنطقة هي التي ستتضرر إن استمر التصعيد في بحر الخليج خصوصا لجهة الصادرات النفطية.

ولذلك كان لافتا الإعلان الرسمي الكويتي عن أن “هذه الزيارة تأتي أيضا في ظل التوترات والتطورات المتسارعة غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، ولاسيما الأعمال التي استهدفت سلامة الإمدادات النفطية، عبر تخريب وضرب السفن النفطية والتجارية المدنية في المياه الإقليمية للإمارات وخليج عُمان”.

وأكد الأكاديمي الكويتي عايد المناع أن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران تصدر جدول مباحثات أمير الكويت مع المسؤولين في العراق، مشيرا إلى أن “الكويت بحكم موقعها الجغرافي قريبة من إيران ومجاورة للعراق وتريد أن تعيش بأمن واطمئنان، وهي تريد لدول الجوار أن تعيش بأمان أيضا ونبتعد (جميعا) عن الحروب”.

ويلمح المتحدث الكويتي، الذي كان ضمن الوفد المرافق للشيخ صباح الأحمد في زيارته إلى العراق، إلى قلق بلاده من مخاطر التصعيد على أمن الخليج، ولاسيما استهداف حركة الناقلات البحرية.