هل سيثأر ترامب بـ"فرس نبي" ثانية؟

يترقب العالم تطور الأحداث في منطقة الخليج بعد أن أسقط الإيرانيون في خليج عمان أهم وأكبر طائرة استطلاع أمريكية مسيرة. فهل ستثأر واشنطن لهيبتها العسكرية أم ستنتظر فرصة أخرى؟

وعلى الرغم من أن الساسة الإيرانيين يستبعدون تماما أن تجرؤ الولايات المتحدة على مهاجمة بلادهم، وإعلان نظرائهم الأمريكيين عدم السعي إلى الحرب مع إيران، إلا أن إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية الأكثر تطورا، جعل العالم يحبس أنفاسه في انتظار رد الفعل الأمريكي.

مثل هذا الرد في تصعيد مشابه عام 1988 تأخر 4 أيام، لكنه كان قاسيا وعنيفا، وإن اختلفت الظروف السياسية والعسكرية بطبيعة الحال عما هي عليه الآن، إلا أن المنطقة هي الآن بالفعل فوق برميل بارود، أكثر خطرا بكثير من سنوات الثمانينيات.

الواقعة العسكرية المعنية جرت يوم 14 أبريل عام 1988، وحينها اصطدمت الفرقاطة الأمريكية صموئيل روبرتس بلغم بحري إيراني، ما نتج عنه إصابة 10 من أفراد الطاقم.

وردت الولايات المتحدة بعد 4 أيام بعملية عسكرية أطلق عليها اسم "فرس النبي"، انطلقت يوم 18 أبريل، وانتهت بتدمير نصف الأسطول البحري الإيراني "العملياتي".

وهذه المرة، يترقب العالم كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حادثة إسقاط طائرة الاستطلاع المتطورة، خاصة وأنه يقدم نفسه منذ انتخابه، بل وأثناء حملته الانتخابية باعتباره سياسيا أمريكيا من طراز جديد، ينشر مواقفه مباشرة في "تويتر"، ومن هذه المنصة يخاطب الجميع ولا يقيم أي وزن حتى لمواثيق واتفاقات أبرمها رؤساء أمريكيون سابقون، فهو يغرد خارج التقاليد السياسية الأمريكية، ويظهر ذلك جليا في الموقف من الاتفاق النووي مع إيران، وفي منح الجولان المحتل لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إلى القدس، علاوة على الانخراط في حرب تجارية مع العملاق الصيني.

وهكذا تمضي الساعات ثقيلة في انتظار تطور الأحداث بين الولايات المتحدة وإيران..  فكيف سيتعامل ترامب مع إسقاط طائرة الاستطلاع بالصواريخ الإيرانية، هل سيثأر الآن بفرس نبي ثانية؟ أم سيفضل الانتظار ليأخذهم على حين غرة.