عشرات الإصابات في «مسيرة العودة 76» الفلسطينية

أصيب 6 مواطنين فلسطينيون على الأقل بالرصاص الحي ونحو 30 آخرين بينهم طفل، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز، خلال قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقمع المسيرات السلمية الأسبوعية والاعتصامات في مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة، أمس الجمعة، التي تتم احتجاجاً على سياسة الحصار والتوسع الاستيطاني والتهويد.
 
ففي مسيرات العودة، التي تقام أيام الجمعة من كل أسبوع على مقربة من السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، احتجاجا على الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، وتأكيدا على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها خلال النكبة، بادر جنود الاحتلال المتمركزون في الأبراج العسكرية وخلف السواتر الترابية المقامة على الحدود، إلى إطلاق الرصاص الحي و«المطاطي» وقنابل الغاز المسيل للدموع.
 
وكان مئات المواطنين قد بدأوا بالتوافد بعد ظهر أمس إلى مناطق التجمع الخمس التي تنطلق منها المسيرات الأسبوعية شرقي القطاع، وذلك للمشاركة في فعاليات الجمعة السادسة والسبعين لمسيرات العودة وكسر الحصار والتي تحمل اسم «جمعة انتفاضة الأقصى والأسرى». وجاءت مشاركة الفلسطينيين تلبية لدعوة من الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار التي دعت إلى أوسع مشاركة ممكنة في الجمعة التي تأتي متزامنة مع ذكرى انطلاق انتفاضة الأقصى في العام ألفين ومع الهجمة على الأسرى. ونشر الاحتلال مزيداً من القوات على طول الحدود وأطلقت النار وقنابل الغاز صوب المشاركين.
 
وفي الضفة الغربية، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في خيمة «الحق والكرامة» المقامة في أراضي السواحرة جنوب القدس المحتلة رفضاً لإقامة بؤرة استيطانية بقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت. وأدى العشرات صلاة الجمعة في برية بلدة السواحرة الشرقية ضمن فعاليات الاعتصام ضد البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي المواطنين. وقال عضو بلدية السواحرة يونس جعفر، إن أكثر من 100 مواطن أدوا صلاة الجمعة التي أمها مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في موقع الاعتصام.
 
وطالب جعفر المؤسسات المحلية والدولية بتكثيف الوجود والاعتصام في برية السواحرة، مشيراً إلى أن سيطرة الاحتلال على المنطقة، تعني سيطرته على الطوق الشرقي لمدينة القدس بالكامل. وأضاف أن قوات الاحتلال منعت المواطنين من الاقتراب من بالبؤرة الاستيطانية أو الوجود قرب أنقاض خيمة الاعتصام التي هدمتها قوات الاحتلال قبل يومين. وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومحافظة القدس وحركة فتح وأهالي السواحرة وعدد من المؤسسات المحلية في شرق القدس، قد دعوا إلى أداء صلاة الجمعة بالقرب من البؤرة الاستيطانية، استمراراً للاعتصام المفتوح الذي أعلن عنه رئيس هيئة الجدار ومقاومة الاستيطان وليد عساف يوم الجمعة الماضي حتى زوال البؤرة الاستعمارية المقامة في المنطقة. من جهتها، أكدت دائرة أوقاف القدس أن 35 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك رغم القيود والتشديدات التي فرضها جيش الاحتلال في القدس. وفي كفر قدوم، قرب قلقيلية، أصيب عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق في مواجهات مع جيش الاحتلال خلال قمع المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاماً، والتي خرجت إحياء للذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة الأقصى. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة بقنابل الغاز والأعيرة المعدنية، مما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق عولجوا ميدانياً في مركز إسعاف القرية.
 
وأكدت المصادر اندلاع مواجهات عنيفة عقب كشف كمين لوحدة خاصة من جيش الاحتلال في منزل مهجور، الأمر الذي أحدث حالة من الإرباك بين صفوف الجنود الذين فروا من مكان الكمين تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت. وفي بلدة كفر ثلث جنوب قلقيلية، أدى المواطنون صلاة الجمعة على مفرق منطقة «العيون»، شمال شرقي البلدة، دعما لصمود أهالي المنطقة «تجمع عرب الخولي»، في وجه الاحتلال وإجراءاته التعسفية بحقهم. وأدى المشاركون الصلاة في شارع منطقة «العيون»، بعد تكثيف الاحتلال من إجراءاته في المنطقة مؤخراً وإغلاق طريقين زراعيين، وتجريف أرض أخرى، كانت البلدية قد أتمت استصلاحها.