التصدي لإيران مايزال أولوية لدى الرياض وواشنطن

تتمسّك المملكة العربية السعودية بمسؤولية إيران عن عملية القصف بالصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة التي استهدفت منتصف سبتمبر الماضي منشآت تابعة لشركة أرامكو النفطية، الأمر الذي يرجّح أن يكون ناتجا عن تقدّم التحقيقات في الحادثة والتي لم يكشف بعد عن نتائجها بشكل رسمي.
 
ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية بالتعاون مع السعودية وعدد من بلدان المنطقة لوضع آليات عملية لمواجهة التهديدات الإيرانية لأمن الممرات البحرية وطرق نقل النفط من الخليج صوب الأسواق العالمية.
 
ووصل، الاثنين إلى الرياض، وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في أول زيارة يقوم بها لحليف واشنطن الرئيسي في الشرق الأوسط منذ تولى منصبه الصيف الماضي.
 
وتوجّه إسبر إلى السعودية قادما من العاصمة الأفغانية كابل حيث قام بزيارة أخرى رسمية بحث خلالها وضع القوات الأميركية هناك، مؤكّدا عدم وجود أي خطة لسحب تلك القوات من أفغانستان على غرار ما يجري في سوريا.
 
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت قوات لها إلى السعودية لتعزيز دفاعات المملكة في أعقاب عملية قصف منشآت أرامكو في كل من بقيق وخريص.
 
وجدّد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، الاثنين، قناعة بلاده بتورط إيران في عملية الاستهداف تلك. وقال في ندوة حوارية بالمعهد الدولي للشؤون الخارجية في لندن “نحن مقتنعون من خلال الأدلة الموجودة لدينا بتورط إيران في هجمات أرامكو”.
 
ووصف الوزير السعودي لوم دول الاتحاد الأوروبي لإيران على مهاجمة منشآت أرامكو بـ“الموقف الصحيح”، مضيفا “إيران لا تحترم سيادة الدول ولا تحترم القانون الدولي”. كما نفى الجبير وجود أي وساطة مع إيران مطالبا إياها “بالأفعال بدلا من الكلام”.
 
وعن الاتفاق النووي الإيراني قال إنّ به عيوبا حيث لا يتضمن نشاط إيران الباليستي والتدخل العدائي في شؤون المنطقة. وأضاف “قلنا مرارا لا نريد حربا، لكننا لن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمات”.
 
وغير بعيد عن سياق الجهود المتعدّدة لمواجهة التهديدات، والتي تأتي السلوكات الإيرانية في مقدّمتها، عقد رؤساء أركان جيوش ثمانية عشر دولة، بينها السعودية ومصر والولايات المتحدة، الاثنين، اجتماعا في الرياض لمناقشة حماية أمن واستقرار المنطقة.
 
وقال رئيس هيئة الأركان العامة السعودي الفريق أول ركن فياض بن حامد الرويلي في كلمة له في بداية المؤتمر “إن انعقاد المؤتمر يأتي لمناقشة التحديات والتهديدات والقضايا الأمنية والدفاعية التي تحيط بدول المنطقة التي تحتوي على حوالي 30 بالمئة من إمدادات الطاقة في العالم، وتشكل الممرات الملاحية ما نسبته 20 بالمئة من الممرات التجارية العالمية، وهو ما يعادل 4 بالمئة من الناتج القومي العالمي”.
 
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية “واس” عن الرويلي قوله إن الاجتماع جاء للتوصل إلى أنسب الطرق لتوفير القدرات العسكرية المشتركة التي تحقق تأمين الحماية للمنشآت الحيوية والحساسة، مشيرا إلى “أن المنطقة ما زالت تعاني من أزمات متواصلة منذ وصول نظام الثورة الإيرانية إلى الحكم، والذي يعمل على مبدأ تصدير الثورة للدول الأخرى، والخروج عن الأعراف والاتفاقيات والمعاهدات الدولية”.
 
وأكد الرويلي أن القوات المسلحة السعودية تتصدى لكافة التهديدات التي مصدرها إيران وأذرعها، متطلعا إلى الخروج بموقف يؤكد على المشاركة في دعم الجهود لحماية هذه المنشآت المهمة، وضمان عدم تكرار مثل تلك الهجمات، داعيا الجميع إلى المشاركة بفعالية في تعزيز القدرات والإمكانات للتصدي لكافة التهديدات الإيرانية وأذرعها بالمنطقة.
 
وذكرت الوكالة أيضا أن المشاركين اطلعوا من خلال المعرض المصاحب للمؤتمر على الهجوم غير المسبوق والأضرار التي تعرضت لها المنشآت الحيوية بالمملكة وكذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية التي تم اعتراضها.
 
وأكد المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر “موقفهم الموحد ضد الهجوم والاعتداء على المملكة وعزمهم على ردع مثل هذا العدوان الذي استهدف المنشآت الحيوية بالمملكة”.