"إجراءات تظهر مدى معاناة النظام".. طهران تحشد المؤيدين

لمواجهة الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن إيرانية جراء ارتفاع أسعار الوقود، لجأت الحكومة إلى إجراءات جديدة الثلاثاء من أجل تهدئة الشارع.
 
وأعلنت الحكومة زيادة الدعم الممنوح لقطاعات من الشعب، وقامت بتنظيم تظاهرات مؤيدة، وهي إجراءات اعتبرتها صحيفة وول ستريت جورنال تظهر مدى معاناة طهران لمعالجة استياء الرأي العام ورفع مستويات المعيشة في وقت يواجه اقتصادها المعتمد على النفط ضغوطا جراء العقوبات الأميركية.
 
وأقرت الحكومة زيادة المعاش الشهري لنحو 60 مليون شخص من محدودي ومتوسطي الدخل بمعدل 13 دولارا للفرد.
 
وكانت الحكومة قد أقرت هذه الزيادة قبل إقرار الأسعار الجديدة للبنزين، لكنها لم تطبقها إلا بعد خروج المتظاهرين إلى الشوارع، بحسب وول ستريت جورنال.
 
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الحكومة واجهت التظاهرات المناهضة لها بتظاهرات أخرى مؤيدة للنظام، وقد نقلت وكالات الأنباء التابعة للنظام مسيرات مؤيدة للإجراءات الاقتصادية الأخيرة في تبريز ومدن أخرى في شمال غرب البلاد.
 
ورغم تراجع حدة التظاهرات المناهضة على ما يبدو يوم الثلاثاء، إلا أن الباحث في المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن سانام فاكيل، أشار إلى إمكانية عودتها لأن الحكومة "لا تعمل على معالجة المظالم المتداخلة".
 
وقال مسؤول إيراني نفطي سابق للصحيفة، لم تذكر اسمه، إن الناس "غاضبون" لكن "لا تدري ماذا يمكن أن يحدث بعد يومين".
 
واعتبر المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الأربعاء أنه تم "دحر العدو"، في تصريحات له جاءت بعد أيام من التظاهرات.
 
وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون: "دحرنا العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة"، معتبرا أن ما حدث "كان ممارسات أمنية وليست شعبية".
 
وأفادت منظمة العفو الدولية الثلاثاء بأن 106 متظاهرين على الأقل لقوا مصرعهم في 21 مدينة إيرانية منذ اندلاع الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد الجمعة.
 
وقالت المنظمة إن شهادات وأشرطة فيديو موثوقة تظهر أشكالا مروعة لعمليات قتل نفذتها قوات الأمن الإيرانية.