واشنطن تتعهد بعدم التخلي عن ردع إيران

قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في تصريحات صحافية أدلى بها الأحد إن بلاده ستردع السلوك الإيراني كما ينبغي.
 
ويأتي هذا الموقف الأميركي بعد أيام من احتجاجات تشهدها إيران، لكن واشنطن أبدت ليونة في التعامل مع مجريات الأحداث في طهران، وهو ما رأى فيه متابعون أن الولايات المتحدة قد خذلت بالفعل المتظاهرين العزل في إيران. وغذت هذه التخمينات ردود فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب عملية تبادل للسجناء بين واشنطن وطهران حيث توجه ترامب ’’بالشكر إلى إيران’’.
 
وتوجه ترامب بالحديث إلى المسؤولين الإيرانيين، السبت قائلا “هل رأيتم، نستطيع إنجاز اتفاق معا”.
 
وتم السبت الإفراج عن الإيراني الموقوف في الولايات المتحدة مسعود سليماني وعن الأميركي المسجون في إيران شيوي وانغ.
 
وقد أعلنت طهران الإفراج عن العالم سليماني المسجون في الولايات المتحدة فيما أعلنت واشنطن أن الباحث شيوي وانغ في طريقه إلى بلاده.
 
وعبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السبت على تويتر عن سروره لأن “الأستاذ مسعود سليماني والسيد شيوي وانغ سينضمان إلى عائلتيهما قريبا”.
 
وكان الرئيس الأميركي قد أثار جدلا بخصوص موقف واشنطن الرسمي إزاء احتجاجات طهران بعد امتناعه عن إبداء رأيه خلال قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة التي تم خلالها الاحتفاء بمرور سبعين عاما على تأسيسه.
 
ولكن يبدو الموقف الأميركي الرسمي من ضرورة تأمين الملاحة البحرية في الخليج وفي مضيق هرمز على وجه الخصوص مختلفا تماما حيث تدفع واشنطن بثقلها لإبراز مدى قدرتها على الحشد العسكري لردع طهران.
 
وكانت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا قد اتهمت إيران باستهداف منشأة أرامكو النفطية السعودية وكذلك استهداف ناقلات النفط التي تمر بمضيق هرمز. وتعمل الولايات المتحدة على تشكيل تحالف أمني وعسكري لمواجهة التهديدات الإيرانية في الخليج ولحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز وباب المندب.
 
وكانت واشنطن قد أعلنت في سبتمبر الماضي عن نشر قوات عسكرية أميركية إضافية في السعودية عقب الهجمات التي تعرضت لها المملكة والتي استهدفت منشأتي أرامكو.
 
وشملت القوات التي أرسلتها واشنطن أسرابا من الطائرات المقاتلة وقوة استطلاع جوي وقوات دفاع جوي. وأضافت الولايات المتحدة أن عدد القوات الإضافية مع 200 من الجنود أعلن عنهم الشهر الماضي يصل إلى نحو ثلاثة آلاف.
 
وتفاقمت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ مايو 2018 عندما انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 مع طهران لتقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.
 
وأعادت إدارة ترامب آنذاك فرض العقوبات الأميركية، مما زاد الضغوط على الاقتصاد الإيراني، وكانت هناك سلسلة من الهجمات التي ألقت واشنطن وحلفاؤها المقربون باللوم فيها على إيران، وتنفي إيران مسؤوليتها عنها.
 
وفي الآونة الأخيرة ازدادت الضغوط على طهران بعد أن أصبح نفوذها الإقليمي عرضة للتهديد إثر نشوب موجة من الاحتجاجات هزت كلا من العراق ولبنان حيث تتواجد جماعات سياسية مدعومة من طهران وحتى فصائل مسلحة مدعومة من قبل إيران.
 
ولم يبق الأمر على ما هو عليه سوى بضعة أيام حتى اندلعت احتجاجات ضخمة في إيران اجتاحت أكثر من 120 مدينة إيرانية قابلتها السلطات بالقمع، وهو ما أدى إلى مقتل المئات.
 
واختلفت تقديرات عدد القتلى حيث تقول منظمة العفو الدولية إن أكثر من 200 شخص لقوا حتفهم خلال هذه الاحتجاجات، بينما كانت الحصيلة التي أحصتها واشنطن أعلى وبكثير ولكن طهران تنفي جميع الأرقام.
 
وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص لشؤون إيران براين هوك إن قوات الأمن الإيرانية ربما قتلت أكثر من ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات على زيادة أسعار البنزين في منتصف نوفمبر.