ليفربول يشترط فتح ملف العمالة وتحقيقات جدية في حوادث وفاة العمال الأجانب قبل السفر إلى الدوحة

النادي الإنكليزي يطالب بتحقيقات جدية في حوادث وفاة العمال الأجانب قبل توجهه للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية.
 
ساند فريق ليفربول الإنكليزي الدعوات الدولية المطالبة قطر بإجراء تحقيقات شاملة في حوادث وفاة العمال الأجانب قبل مشاركته في كأس العالم للأندية التي تقام في الدوحة.
 
وطالب بيتر مور الرئيس التنفيذي لنادي ليفربول بضمانات تخص التقدم في التحقيقات بشأن وفاة عاملين أجنبيين في قطر قبل السفر إلى الدوحة للمشاركة في كأس العالم للأندية.
 
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن الرئيس التنفيذي لليفربول، تأكيده على ضرورة أن تستجيب الدوحة لدعوات منظمات حقوق الإنسان بإجراء هذه التحقيقات قبل أن يتوجه لاعبو “الريدز” إلى قطر الأسبوع المقبل للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية.
 
وكتب مور رسالة إلى اللجنة العليا القطرية المشرفة على تنظيم بطولة كأس العالم عام 2022، ترجم فيها مساعيه “للحصول على ضمانات من اللجنة القطرية بشأن تحقيق تقدم في التحقيقات في موت عاملين كانا يعملان في بناء ملاعب لكرة القدم”.
 
وأبلغ مور أيضا، نيقولاس ماكغين وجيمس لينش، مديري منظمة “فير/سكوير” لحقوق الإنسان بذلك. وكان الاثنان قد طلبا من مور في شهر نوفمبر الماضي إصدار بيان عام يعبر فيه عن قلقه بشأن حقوق العمال وحالات الوفاة بينهم في قطر.
 
وأثارت الصحيفة البريطانية قضية العمالة الأجنبية في قطر بتأكيدها أنه بينما يتدفق مشجعو ليفربول لمشاهدة مونديال الأندية، يسهل نسيان الآلاف من العمال الذين كدّوا في تشييد الملاعب القطرية.
 
وتزامن افتتاح مونديال الأندية في قطر مع إحياء العالم للذكرى الـ71 لحقوق الإنسان، وهو ما دفع بالرئيس التنفيذي لليفربول إلى القول “نحن لسنا منظمة سياسية، وهذا ليس مكاننا ولا هذه طموحاتنا للذهاب من دولة إلى أخرى نفرض فيها قيمنا ومعتقداتنا على الآخرين”.
 
ورغم أنه تم تغيير موعد اللقاء الأول لنادي ليفربول من ملعب المدينة التعليمية إلى ملعب خليفة الدولي، فإن الصحافة البريطانية أعادت التذكير بأن ملعب المدنية التعليمية بدوره شهد الكثير من قصص موت العمال الأجانب.
 
وفي يونيو، توفي عامل من نيبال يبلغ من العمر 24 عاما، وهو روبتشاندرا رومبا، بأحد معسكرات العمل القاسية في ضواحي الدوحة. كان يعمل عامل سقالة في ملعب المدينة التعليمية.
 
وبعد حوالي ستة أشهر من وفاته، لم تتلق زوجة رومبا، نيرمالا باكرين، أي تعويض من دولة قطر. حيث تقول باكرين إن “ابنهما نيراج البالغ من العمر ست سنوات يعاني من أجل تقبل حقيقة أن والده قد توفي ولن يعود إلى المنزل مرة أخرى”.
 
وقالت باكرين مؤخرا إن مدير الشركة التي وظّفت رومبا كان يضغط عليها لقبول مبلغ 7 آلاف ريال (1460 جنيها إسترلينيا)، مضيفة “أشعر بالقلق من هذا الرجل الذي يستخدم لغة التهديد”.
 
وأفاد نك ماكجيهان، مدير شركة “فير سكوير بروجكت” والخبير في مجال العمال المهاجرين في الخليج من جهته “يبدو أننا نواجه دائما هذا الوضع المروع حيث تحصل أسر العمال الذين ماتوا على تعويضات زهيدة أو أنها لا تحصل على شيء على الإطلاق من قطر”.
 
وحمّل اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم للأندية مسؤولية الوفيات غير المبررة للشباب الذين يقومون ببناء ملاعبهم وتعويض عائلاتهم.
 
ووفقا للجنة العليا، لا تعد قضية رومبا الوحيدة، حيث توفي ما مجموعه 11 عاملا في ملعب المدينة التعليمية عام 2018. ومن بين هذه الوفيات، تم وصف 10 حالات بأنها “لا علاقة لها بالعمل”، ويعزى معظمها إلى حدوث قصور مفاجئ وغير مبرر في القلب أو الجهاز التنفسي.
 
وقال متحدث باسم اللجنة العليا في بيان إنه في معظم الحالات يتم دفع التعويض فقط عندما يموت العامل في حادث مرتبط بالعمل. وفي حالة الوفيات غير المرتبطة بالعمل “تضمن اللجنة العليا أن المقاولين يدفعون الرواتب النهائية ومزايا نهاية الخدمة”.
 
ووفقا لعالم الطب الشرعي البريطاني، ستيوارت هاميلتون، تشير الكثير من شهادات وفاة العمال الأجانب إلى أنهم يموتون بسبب فشل الجهاز التنفسي أو القلب، ولكن مثل هذه التفسيرات لا تعطي أي معنى.
 
ويقول هاميلتون “كل ما يقولونه أنهم ماتوا بسبب طبيعي. إذا قدم لي متدرب في مجال الطب الشرعي هذه الاستنتاجات، فسأخبره بأن يبذل جهدا إضافيا وأن يعمل على استنتاج المزيد”.