الأشرار الذين تبرأ منهم حتى تنظيم القاعدة.. رسالة عُثر عليها في مخبأ بن لادن حذرت من "داعش"

في مفاجأة كبيرة، كشفت رسالة سرية عثر عليها الجيش الأمريكي ضمن مجموعة أوراق داخل مخبأ أسامة بن لادن بباكستان، عن خطورة ما يمكن أن يصل إليه عنف المنتمين للحركة التي عُرفت لاحقاً باسم "تنظيم داعش"، ثم ما يُسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية.

وبحسب موقع "ميل أونلاين"، فإن أعضاء هذا التنظيم كان بهم من العنف والوحشية ما دعا أحد قادة أسامة بن لادن لكتابة رسالة لأسامة بن لادن، محذراً إياه من خطورة هؤلاء الأشخاص على القاعدة الذين نشأوا تحت رايتها.

الرسالة التي عثر عليها الجيش الأمريكي داخل مخبأ بن لادن بباكستان، تعود إلى عام 2011 وتتضمن 21 صفحة، وقد كتبها أحد كبار مساعديه متحدثاً عن بعض تصرفات أعضاء هذا التنظيم والتي وصفها بالبربرية، وكيف أن وحشيتها التي لا حد لها ستؤثر، حتماً، على شعبية وسمعة تنظيم القاعدة بين المدنيين وعلى مستوى العالم.

إن الرسالة التي حرص صاحبها على كتابتها بعناية كبيرة، قد ورد فيها تحذير لأسامة بن لادن، من احتمال خروج مجموعة من المقاتلين المتطرفين المتوحشين عن الجماعة، ونبه كاتب الرسالة لضرورة قيام تنظيم القاعدة بقطع أي علاقات ممكنة بينه وبين هذا التنظيم، حتى لا تتأثر سمعة وشعبية تنظيم القاعدة بشناعة وبربرية أفعال هذه العناصر المتوحشة.

وفي جوهر الرسالة أن الدولة الإسلامية كانت متطرفة جداً حتى بالنسبة للمجموعة التي قتلت الآلاف في برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر عام 2001.

وقد وصف كاتب الرسالة أعضاء تنظيم "داعش" بأنهم لا يعرفون حرمة أي إنسان. فقد كان كاتب الرسالة مكتئباً من تصرفات وإجرام ووحشية تلك المجموعة المتوحشة والمتطرفة من المقاتلين. وقد أسهب وفصل الكاتب في رسالته في الحديث عن تصرفاتهم وأعمالهم والتي تضمنت من بينها أيضاً شنهم هجوماً كيميائياً باستخدام غاز الكلور وقصف وتدمير الجوامع وذبح وإعدام المسيحيين بأحد كنائس بغداد.

يُذكر أن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) ظهر للمرة الأولى تحت هذا المسمى في أبريل 2013 وقدم على أنه نتيجة اندماج بين تنظيمي "دولة العراق الإسلامية" التابع لـ"القاعدة" و"جبهة النصرة السورية، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الاندماج على الفور، ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في يناير 2014 لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

وقد اعترضت "داعش" علناً على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، ورفض الاستجابة لدعوته إلى التركيز على العراق وترك سورية لجبهة النصرة.

وكان داعش يعمل في بدايات عمره في العراق تحت اسم جماعة التوحيد والجهاد، ثم تحوَّل إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعد تولي أبو مصعب الزرقاوي قيادته في 2004 ومبايعته زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن. واشتهر التنظيم الجديد ببث مقاطع فيديو على شبكة الانترنت تظهر إعدامات وقطع رؤوس وصلب الناس على مرأى ومسمع العالم.

وبعد مقتل الزرقاوي في يونيو 2006 على يد القوات الأمريكية في العراق، انتخب التنظيم أبو حمزة المهاجر، زعيماً لها. وبعد أشهر أعلن تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبو عمر البغدادي، لكن القوات الأمريكية تمكنت في أبريل 2010 من قتل البغدادي ومساعده أبي حمزة، فاختار التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة له.

اليوم "داعش" والتي تطلق على نفسها، ببساطة، الدولة الإسلامية، أصبحت قوة عسكرية قوية مسيطرةً على مساحة أكبر من بريطانيا العظمى.

والذين يعيشون تحت هذا التفسير المتطرف المحافظ للإسلام هم ستة ملايين نسمة، حيث يبلغ عدد سكانها أكبر من أيرلندا والدنمارك أو فنلندا.

*ترجمة عن "ميل اونلاين".

* الصورة للمنزل الذي أُكتشفت فيه الرسالة وهو منزل بن لادن الذي قُتل فيه