لماذا لم تحقق الديمقراطية في الشرق الأوسط على غرار الدول الغربية

نشرت مجلة التليجراف تقريرا أعده السفير البريطانى السابق فى - العراق وسوريا - "أندرو جرين" ناقش فيه إشكالية تحقيق مشروع ديمقراطي فى منطقة الشرق الاوسط على غرار الديمقراطية فى دول العالم الغربي، حيث ذكر الأسباب التي تجعل هذا الأمر شبه مستحيل فى منطقة الشرق الاوسط.

وقد شرح السفير السابق "أندرو جرين" هيكل الدولة فى الشرق الأوسط وذلك وفقا لمنظوره ليقرر بأن السلطة الحقيقية في المنطقة ليست للقانون أو النظام وإنما للعصبيات سواء الأسرية أو القبلية أو الطائفية او المذهبية أو ما شابه ذلك، فالسياسة في هذه المنطقة هي عبارة عن تبادل خدمات بين مواطنين تربطهم روابط أسرية أو قبلية او حزبية او طائفية... فى ظل غياب نظام اجتماعي يضمن ويؤمن حقوق كل فرد.

ويقول السفير "جرين" أن الأمن في تلك الدول ليس سوى قبضة حديدية للحاكم للسيطرة على الخصوم السياسيين أو أى محاولة لإزعاج النسق الذى اتخذته الدولة، مشيرا إلى تشابه أغلبية الأنظمة التي حكمت دول الشرق الأوسط فى طريقة الحكم والسيطرة على مقاليد الأمور.

وقد انتقد "جرين" أيضا الدور الذى يلعبه الغرب في تدخله فيما يجري فى الشرق الأوسط من أمور، فالدول هناك لا تزال تنظر إلى الأمور في الشرق الأوسط بمنظارها الخاص دون محاولة حقيقة الأمر فى تلك الدول، مما يجعل تدخلها أكثر جلبا للخراب والدمار والفوضى.

ويضرب "أندرو جرين" المثل بالغزو الأمريكي والبريطاني للعراق وتسريح الجيش وحل حزب البعث دون أي دراية ما سيحدثه ذلك من فوضى تعيش العراق في رحابها منذ أكثر من عقد، ليحدث تغيير في توازن الأمور في المنطقة ويتنامى الدور الإيراني أمام الدور السعودى المخالف دائئما لكل ما هو شيعى.

كما يشير "جرين" إلى الخطورة التى يحملها الخلاف بين الطائفتين السنية والشيعية في المنطقة، مشبها إياه بالخلاف الذى استمر فترة بين الكاثوليكية والبروتستانتية في القارة العجوزة، مؤكدا على ضرورة كبح جماح الحركات المتطرفة التي تشعل وقود ذلك الصراع مثل "داعش" دون أي تدخل عسكري مباشر.