مطار عدن كمنفذ لتهريب المطلوبين في صنعاء.. جماعة الحوثي تتهم والحراك يعلق

تكررت في الآونة الأخيرة عمليات تهريب لمسؤولين يمنيين، شرعت السلطات الرسمية في التحقيق بقضايا فساد تتعلق بمناصبهم عبر مطار عدن الدولي، وهو ما يرجعه مهتمون؛ بسبب انتشار اللجان الشعبية، والثورية بالعاصمة صنعاء، وإحباطها محاولات لتهريب أموال أو شخصيات مدانة بصفقات فساد.

وكان رئيس الهيئة القانونية لـ"الثورة الشعبية" عبدالرب المرتضى، كشف في تصريح سابق لوكالة "خبر"، عن بلاغ تقدمت به الهيئة إلى النيابة العامة الثانية، تفيد بهروب مدير شركة "صافر" النفطية أحمد محمد كليب، بعد أن تم صرف جواز أحمر (دبلوماسي) وهروبه إلى خارج البلد، منوهاً أن ذلك جاء بعد أن شرعت السلطات القضائية تحقيقات في عمليات فساد متعددة تتعلق بشيكات وتوجيهات من الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأضاف، أن "نافذاً في الدولة" قام بصرف الجواز (الدبلوماسي) لكليب، وتمكن عبره من الهروب خارج اليمن، فيما كانت تقارير صحفية تحدثت عن توجهه إلى كندا.

وأعلنت السلطات الأمنية بمطار عدن، القبض على المتهم في جريمة الاعتداء وإحراق الناشط النقابي بمؤسسة الكهرباء عدنان المداني، أثناء محاولته الفرار خارج البلاد، فيما تحدثت قناة "المسيرة" أنه "كان ينوي المغادرة إلى تركيا".

وفي تعليق له على تكرار عمليات الهروب عبر مطار عدن، يرى القيادي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله، ضيف الله الشامي، أن هناك محاولات للعناصر الفاسدة في اليمن – بالتزامن مع التحرك الجاد في مواجهة الفساد – لتهريب شخصيات وأموال في صفقات مشبوهة.

وأضاف الشامي لوكالة "خبر"، أن تكرار تلك العمليات يؤكد، وبما لا يدع مجالاً للشك، أنه لا وجود لما ادعى به بعض المواقع الإخبارية بوجود لجان شعبية في مدينة عدن.. منوهاً في السياق ذاته أن أبناء عدن قادرون على وضع لجان شعبية وثورية قادرة على متابعة الموضوع، وطلب الدعم من اللجان المنتشرة في صنعاء.

إلى عبّر القيادي في الحراك الجنوبي حسين زيد بن يحيى، عن أسفه الشديد "أن بعض الدول أصبحت مزبلة يتم تهريب الفاسدين وكل المطلوبين بقضايا جنائية وإرهاب إليها".. مشيراً إلى أن المتهم الرئيس برش الناشط النقابي عدنان المداني، ليس آخرهم.

وقال بن يحيى لوكالة "خبر": إن "عمليات التهريب عبر الموانئ الرسمية للبلد تؤكد وجود خلل في أجهزة السلطة الحالية، بإمكان الفاسدين الهروب بأموال الشعب والإفلات من العقاب والقانون.. وهو ما يتطلب إعادة النظر في هذه الأجهزة وتفعيل دور الأمن الذي أصبح الغائب الرئيسي في المشهد اليمني".

وأضاف رئيس ملتقى أبين للتصالح والتسامح، أن "ما يثير الانتباه هو أن الفلول التي أسقطتها "ثورة 21 سبتمبر" في العاصمة صنعاء، بدأت بإيجاد ملاذ آمن في المحافظات الجنوبية لتعيث فساداً وتهديداً للسلم الأهلي".

وقال بن يحيى: إن مدن ومحافظات الجنوب، من عدن إلى حضرموت، شهدت مؤخراً، أعمال اغتيال وقتل على أساس عنصري ومذهبي، وهو ما لم يألفه الجنوبيون منذ بزوغ فجر الإسلام" – حد تعبيره.

واتهم القيادي الجنوبي، من أسماهم "بقايا الجنرال الهارب" والمطلوب للعدالة علي محسن الأحمر، بأنه المؤسس الأول لثقافة الاستهداف على أساس عنصري ومذهبي، ما يؤكد على ما طرح في وقت سابق، على أن أولوية العام الحالي هي إيجاد اصطفاف شعبي ورسمي لتخليص اليمن من المهرة إلى تهامة، من ثقافة الكراهية والنبرة العنصرية والمذهبية.. مؤكداً أن تلك تعتبر المقومات الأساسية للإرهاب التكفيري.

ودعا بن يحيى، السلطات الرسمية، إلى تحمل مسؤولياتها في تجفيف منابع التمويل المادي لهذه الجماعات الإرهابية، التي تستهدف البنوك المحلية، مشيراً في السياق إلى ما تشهده مدن حضرموت من عمليات سطو متكررة للبنوك والمصارف.