«داعش» يعدم في ليبيا 28 مسيحياً إثيوبياً

نشر تنظيم «داعش» في ليبيا، تسجيلاً مصوراً يُظهر إعدام 28 شخصاً، أعلن أنهم إثيوبيون مسيحيون أُعدِموا في ولايتي برقة وفزان، شرق البلاد وجنوبها بعدما «رفضوا دفع الجزية» أو اعتناق الإسلام.

وهذه هي الجريمة الثانية من نوعها التي تستهدف مسيحيين أجانب في ليبيا، وأعادت إلى الأذهان إعدام 21 رهينة من الأقباط المصريين في مدينة سرت (وسط البلاد) في شباط (فبراير) الماضي. وإذا صح إعلان «داعش» أن الإعدام نُفِّذ في الولايتين، فهذا مؤشر إلى تمدد التنظيم في أنحاء ليبيا، بعدما كان يُعتقد بأن وجوده يقتصر على سرت حيث نفّذت قوات تابعة لـ «فجر ليبيا» عملية عسكرية ضده قد تكون دفعته إلى إعادة التموضع في أماكن أخرى.

وأظهر الفيديو الذي نُشر على مواقع تُعنى بأخبار الجماعات المتشددة تحت عنوان: «حتى تأتيهم البيِّنة»، إعدام 12 شخصاً على شاطئ عبر فصل رؤوسهم عن أجسادهم، و16 آخرين في منطقة صحراوية بإطلاق النار على رؤوسهم. وورد في التسجيل المصور أن «داعش» يخيّر المسيحيين في المناطق التي يسيطر عليها، خصوصاً في سورية والعراق، بين «دفع الجزية» واعتناق الإسلام، أو مواجهة «حد السيف».

ونَشَرَ صوراً لتدمير كنائس وقبور وتماثيل ورموز دينية في مناطق ذكر في التسجيل أنها تقع في محافظة الموصل العراقية، معلناً أن عملية التدمير أتت بعدما رفض سكانها المسيحيون دفع الجزية أو اعتناق الإسلام. وقال رجل أنه «على أرض الخلافة في ليبيا» تجري «دعوة النصارى إلى الإسلام»، معلقاً على ما ذُكِر من أنها مشاهد لاعتناق مسيحيين أفارقة الإسلام في ليبيا. لكن الرجل حذّر من أن «من أبى الإسلام (...) فما له سوى حد السيف».

ثم أظهر التسجيل 16 شخصاً ارتدوا ملابس سوداً يسيرون في منطقة صحراوية إلى جانب عناصر ارتدوا ملابس عسكرية حاملين رشاشات في أيديهم، فيما سار 12 شخصاً على شاطئ قرب عناصر ارتدوا زياً عسكرياً.

وأعلن التنظيم أن المنطقة الصحراوية تقع في «ولاية فزان»، جنوب وسط ليبيا، بينما الشاطئ في «ولاية برقة» (شرق).

وتحدث أحد أعضاء تنظيم «داعش» في المنطقة الصحراوية بالانكليزية وهو يحمل مسدساً ويوجّهه إلى الكاميرا قائلاً: «إلى أمة الصليب، ها نحن نعود، لنقول لكم أن دم المسلمين ليس رخيصاً».

وأطلق عناصر التنظيم النار في شكل جماعي على رؤوس مجموعة الرجال الذين جثوا على ركبهم أمامهم، فيما ذبحت عناصر أخرى مجموعة الرجال وسط صراخ الضحايا ومشاهد ذبح وحشية. ويشير التسجيل إلى أن الذين أُعدِموا هم من «أتباع الكنيسة الإثيوبية المحاربة».

مأساة المهاجرين

على صعيد آخر، سرت مخاوف من مقتل حوالى 700 مهاجر غير شرعي بانقلاب قاربهم قبالة السواحل الليبية ليل السبت- الأحد. وأعلن الاتحاد الأوروبي تأثُّره الشديد بالحادث، وأشار إلى اجتماع لوزراء الداخلية في دول الاتحاد ووزارء الخارجية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لتلك الظاهرة التي تهدد آلافاً من المهاجرين ينطلقون من السواحل الليبية في قوارب قاصدين إيطاليا.

وأعلن خفر السواحل الإيطالي إن 28 شخصاً أُنقِذوا من القارب الذي غرق على بعد 70 ميلاً تقريباً من الساحل الليبي، جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، كما انتُشلت 24 جثة.

وفي حال التأكد من حصيلة القتلى، قد تكون هذه الكارثة الأسوأ في سجل أزمة المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب حوض المتوسط، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ بداية السنة إلى أكثر من 1500 شخص. وسعت فرق الإنقاذ الإيطالية والمالطية إلى البحث عن ناجين من الكارثة.