صالح: "لقد تمادى آل سعود"

قال الرئيس اليمني السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح:  لقد تمادى نظام آل سعود في طغيانهم وتكبرهم وتغطرسهم بشنهم الحرب الضروس على اليمن واليمنيين.

واضاف صالح في برقية عزاء ومواساة بعثها لرئيس مجلس النواب الشيخ يحيى الراعي في استشهاد نجله ذويزن بقصف طيران العدوان السعودي لمنزله بمسقط رأسه بمنطقة جهران محافظة ذمار، ان تحالف العدوان السعودي  دمر البشر والحجر في بلد الإيمان والحكمة، وأهلك الحرث والنسل واستهدف المنازل والتجمعات السكانية والأسواق المكتظة بالمدنيين الأبرياء من الرجال والنساء الشباب والشيوخ، والأطفال والعجزة والمرضى.

نص البرقية:

الأخ العزيز والزميل المناضل اللواء يحيى علي الراعي
رئيس مجلس النواب – الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام – وكافة آل الراعي الكرام
لقد فجعنا.. وتألمنا كثيراً عندما تلقينا نبأ استشهاد ابنكم الشاب ذويزن وإصابة عدد من إخوانه وأفراد أسرتكم وحراستكم بجروح بالغة وذلك جراء استهداف منزلكم في جهران بغارات القصف الجوي من قبل العدوان السعودي الغاشم والبربري والذي يأتي ضمن العدوان الشامل والبربري على شعبنا وبلادنا منذ أكثر من مئتي وخمسة أيام دون وجه حق.. ودون أي مراعاة لحقوق الجوار والدين والإخاء، بل إن هذا العدوان الهمجي يأتي منافياً لأبسط قواعد حقوق الإنسان، ومخالفاً لأوامر الله سبحانه وتعالى وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي حرمت قتل النفس المحرمة إلا بالحق، وموغلا في تعميق الجراح والأحقاد بين شعب يمن الحضارة والأمجاد والتاريخ الناصع، وبين شعب نجد والحجاز الذي ابتلاه الله سبحانه بنظام جائر وظالم ومتجبر ومتغطرس، اتخذ من الثروات التي وهبها الله لشعب نجد والحجاز وسيلة للغطرسة والتجبر وسخرها للتأمر على الآخرين وشراء الضمائر بما يشبع رغباته وشهواته في سفك دماء العرب والمسلمين وإزهاق أرواح الأبرياء وتدمير الأوطان وقتل الشعوب وعلى وجه الخصوص حقده الدفين على شعبنا وبلادنا والذي كشف عن وجهه في إصراره على استمرار العدوان والانتقام من شعب لم يكن لهم سوى التقدير والاحترام وتمسكه بحق الجوار والإخاء.

لقد تمادى نظام آل سعود في طغيانهم وتكبرهم وتغطرسهم بشنهم الحرب الضروس على اليمن واليمنيين، ودمر البشر والحجر في بلد الإيمان والحكمة، وأهلك الحرث والنسل واستهدف المنازل والتجمعات السكانية والأسواق المكتظة بالمدنيين الأبرياء من الرجال والنساء الشباب والشيوخ، والأطفال والعجزة والمرضى الذين قتلهم هذا النظام ومزق أجسادهم أشلاء ودفن الكثير منهم تحت الأنقاض دون رادع ديني أو أخلاقي أو إنساني أو قانوني، متوهماً بأن شعبنا اليمني الأبي والصابر سيخضع ويخشع لإرادتهم، غير مدركين بأن الإنسان اليمني حر وأبي لا يقبل الضيم والظلم مهما تحمل من الجور وغطرسة الآخرين وبالذات آل سعود وأنه قادر على أخذ حقه بكل الوسائل والاقتصاص ممن قتله واعتدى عليه وأنه لا بد أن ينتصر لنفسه معتمداً على وعد الله سبحانه وتعالى القائل " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ".

إن آلامكم وأحزانكم التي ألمت بكم أيها الأخ العزيز والرفيق المناضل على درب العمل الوطني الصادق، لا شك أنها فادحة وعميقة، وبقدر ما ألمتكم وأحزنتكم فقد أصابتنا بشديد الحزن وعميق الألم وأنا على ثقة كبيرة بأنها لن تزيدكم إلا ثباتاً وتماسكاً وصبراً، خاصة وأنها تأتي ضمن الآلام والأحزان التي ألمت بشعبنا اليمني بشكل عام، بأسر الشهداء والجرحى وكل ضحايا العدوان البربري الغاشم، والتي لن تزيد اليمنيين إلا صلابة وإصراراً على التصدي ومواجهة العدوان الذي يتعرض له على مرأى ومسمع من كل الدول الشقيقة والصديقة – بل وبمشاركة البعض منها – وبالذات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي يقف متفرجاً أمام ما تتعرض له دولة ذات سيادة وشعب مسالم ينشد السلام ولم يعتد على أحد، من عدوان لم يسبق له مثيل يتصف بالوحشية والهمجية والذي يشن على شعبنا تحت مبرر واهٍ وادعاءٍ كاذب بأنه عدوان لدعم شرعية فرد افتقدها أصلا بإرادة اليمنيين يوم الـ21 من فبراير عام 2014م، ولهذا فهي شرعية زائفة لشخص تأمر على وطنه وشعبه استدعى الخارج وفي المقدمة العدو التاريخي لليمن لضرب كل المقدرات وقتل الناس الأبرياء من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، مرتكباً بذلك الخيانة الوطنية لشعبه ووطنه.

الأخ العزيز اللواء يحيى الراعي:
إننا ونحن نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الجلل وفقدكم لفلذة كبدكم، فإننا نعبر لكم عن صادق التعازي وعميق المواساة باسمي شخصياً وباسم إخوانكم قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.. والعزاء موصول لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم ولكل أسر الضحايا والجرحى والمفقودين، مؤكدين لك ولكل يمني حر أننا سنظل أوفياء كما عاهدناكم عليه.. متمسكين بالمواقف المبدئية الثابتة، وبالوقوف إلى جانب شعبنا في السراء والضراء.

سائلين المولى عزوجل أن يتغمد الشهيد ذويزن.. وكل الشهداء الإبرار الذي قضوا جراء عدوان العدو التاريخي على بلادنا، بواسع رحمته وغفرانه ورضوانه وأن يتقبلهم شهداء ويسكنهم الدرجات العلى في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى، وأن لا يريكم بعد هذا أي مكروه
وأن يعصم قلوبكم جميعاً بالصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
علي عبـدالله صـالـح
رئيس الجمهورية السابق
رئيـس المؤتمر الشعبي العام