بنغلادش: صدامات عنيفة إثر تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق زعيم أكبر حزب إسلامي

وقعت صدامات الأربعاء في بنغلادش بين الشرطة ومئات من مناصري زعيم أكبر حزب إسلامي، والذي أعدمته السلطات ليلا، في بلد يشهد توترا شديدا بعد سلسلة عمليات اغتيال طالت أساتذة ومثقفين.
 
وأعدم مطيع الرحمان نظامي زعيم حزب "الجماعة الإسلامية" شنقا ليل الثلاثاء الأربعاء في سجن دكا المركزي بعد أيام على تثبيت الحكم عليه بالإعدام بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال عام 1971 مع باكستان.
 
واستخدمت الشرطة الرصاص المطاطي للتصدي لمئات من مناصري نظامي، الذين كانوا يرشقون الحجارة في مدينة راجشاهي (شمال غرب) حيث اغتيل أستاذ الشهر الماضي على الأرجح على أيدي إسلاميين.
 
وقال مسؤول شرطة المدينة سليم بادشا لوكالة الأنباء الفرنسية إن "حوالى 500 من مناصري الجماعة الإسلامية كانوا يحتجون على الإعدام. قمنا بالرد مستخدمين الرصاص المطاطي حين بدأوا بالعنف".
 
وجرت مواجهات بين مناصري الجماعة الإسلامية والحزب الحاكم في شيتاغونغ حيث كان 2500 إسلامي يشاركون في حفل تأبين لنظامي، حسب تصريح مسؤول في شرطة المدينة مسعود الله حسن لوكالة الأنباء الفرنسية.
 
ونشرت الشرطة آلاف العناصر ونصبت حواجز على أبرز طرقات دكا لمنع وقوع أعمال عنف فيما تقوم قوات النخبة من كتيبة التدخل السريع بدوريات في العاصمة.
 
وقال الناطق باسم شرطة العاصمة معروف حسين سوردر لوكالة الأنباء الفرنسية "لقد تم نشر آلاف عناصر الشرطة في العاصمة لتعزيز الأمن
 
وتم تشديد المراقبة أيضا في منطقة بابنا بشمال غرب البلاد التي ينحدر منها نظامي حيث نقل جثمانه وسط مواكبة مسلحة خلال الليل تمهيدا لدفنه في المدفن العائلي.
 
وقال مسؤول الشرطة في بابنا إحسان الحق لوكالة فرانس برس "تم توقيف 16 ناشطا من حزب الجماعة الإسلامية ليل الثلاثاء في إطار عملية أمنية".
 
ووجهت الجماعة الإسلامية نداء إلى الإضراب العام الخميس احتجاجا على إعدام زعيمها.
 
من هو مطيع الرحمان نظامي؟
 
ونظامي (73 عاما) كان وزيرا وهو خامس مسؤول من المعارضة وأبرزهم، يعدم منذ إقامة المحكمة الدولية لجرائم بنغلادش، المثيرة للجدل في 2010.
 
وتولى نظامي زعامة الحزب العام 2000 ولعب دورا رئيسيا في فوز حكومة متحالفة مع الإسلاميين في الانتخابات العامة عام 2001.
 
وأدى النزاع عام 1971، أحد أكثر الحروب دموية في العالم، إلى استقلال بنغلادش التي كانت تعرف آنذاك بباكستان الشرقية.
 
ويتهم نظامي بكونه المسؤول عن إنشاء ميليشيا البدر الموالية لباكستان، التي قتلت كتابا وأطباء وصحافيين في أكثر الفصول المروعة في الحرب. وعثر على جثث القتلى معصوبي الأعين وموثقي الأيدي، في مستنقع على مشارف العاصمة.
 
وذكر في المحاكمة أن نظامي أصدر أوامر القتل الهادفة إلى "شل (البلاد) فكريا".
 
وأدانته محكمة الجرائم الدولية البنغالية التي أنشأتها حكومة الشيخة حسينة واجد في تشرين الأول/أكتوبر 2014. وأدانت تلك المحكمة أكثر من 12 قياديا من المعارضة بجرائم حرب.