حوار- أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية: السعوديون فشلوا في اليمن، وهنا ورطة أمريكا

السياسة السعودية عانت من الفشل منذ أن دعمت بالأسلحة في سوريا. ولذا حاول السعوديون أن يفعلوا شيئاً في اليمن ليعوضوا مافشلوا فيه في سوريا، لكنهم تجرعوا الفشل مرة أخرى في اليمن. لايستطيع نظام الحكم في المملكة أن يعلن عن فشله في اليمن، لأنه سيؤدي إلى انهيار كبير داخل العائلة المالكة، ولذا عليهم مواصلة هذه الحرب بمساعدة أمريكا.

قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، سعيد صادق، في مقابلة مع قناة روسيا اليوم (الانجليزية)، إن باراك أوباما كان يراهن على أن كل ما فعله السعوديون في اليمن لن يأتي بنتائج عكسية داخل الولايات المتحدة.

وأشار أن مستشاري الولايات المتحدة الذين يساعدون قوات التحالف التي تقودها السعودية في تنسيق الضربات الجوية في اليمن انسحبوا إلى حد كبير من الرياض، في محاولة واضحة لينأوا بأنفسهم عن تزايد أعداد القتلى المدنيين في الصراع الطويل منذ 17 شهراً، كما علمت وكالة رويترز.

ورداً على سؤال القناة حول ما يعني انسحاب بعض المستشارين الأمريكيين للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، قال صادق، إنه أمر رمزي. عليك أن تتذكر أن الولايات المتحدة قد أرسلت 45 مستشاراً، وها نحن الآن نقارب السنة والنصف على الحرب في اليمن، ولم تكن هناك نتيجة حاسمة لهذه الحرب. عليك أن تسأل لماذا الأمريكان يدعمون السعوديين في اليمن في المقام الأول؟ إنهم يريدون تهدئة مخاوف السعوديين بعد أن تخلوا عنهم وتحالفوا مع طهران. ولذلك ترك الأمريكان السعوديين يفعلون ما يريدون في اليمن، وقدموا دعماً محدوداً وراء الكواليس.

ورداً على سؤال قناة RT حول أن الولايات المتحدة قالت، أيضاً، إنها ستبيع أكثر من مليار دولار من الأسلحة للسعوديين. كيف يتوافق ذلك مع مفهوم الحد من مساعدة التحالف؟
قال الدكتور صادق، بالطبع لن تنقص شيئاً. إنهم يقولون هكذا بالنسبة للوضع الداخلي في أمريكا، لأن الكثير من الامريكيين لا يدركون ما يحدث في اليمن في وسائل الإعلام الدولية. مشيرا ان الولايات المتحدة تقوم بحماية المملكة العربية السعودية من الانتقادات في الأمم المتحدة، وبين منظمات حقوق الإنسان، حتى ان [الولايات المتحدة] تظهر انها (رمزيا) تقوم ببعض الأعمال وتقديم المشورة، وفي الوقت نفسه تبيع أسلحة إلى المملكة العربية السعودية. ويبدو أن ذلك مستقل ومنفصل عن ما يحدث في اليمن. لا، انهم متورطون تماماً في اليمن.

أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط سعيد صادق
أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط سعيد صادق

وأضاف الدكتور صادق، في حديثه للقناة الروسية، عليك أيضاً أن تأخذ في الاعتبار أن السياسة السعودية الخارجية في المنطقة عانت من الفشل منذ ان دعمت بالأسلحة في سوريا. ولذا حاول السعوديون أن يفعلوا شيئا في اليمن ليعوضوا ما فشلوا به في سوريا، لكنهم تجرعوا الفشل مرة اخرى في اليمن.

وأشار الدكتور صادق في حديثه لـRT ان نظام الحكم في المملكة العربية السعودية لا يستطيع ان يعلن عن فشله في اليمن، لأنه سيؤدي إلى انهيار كبير داخل العائلة المالكة. ولذا عليهم مواصلة هذه الحرب بمساعدة أمريكا.

ورداً على سؤال القناة حول لماذا لايفعل المجتمع الدولي اي شيء لوقف الضربات الجوية لقوات التحالف التي تقودها السعودية، التي سببت كارثة إنسانية في اليمن، مع الآلاف من القتلى. ورغم الادانات الواسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية. قال الدكتور سعيد صادق، ان الخيار الوحيد هو أن وسائل الإعلام الدولية لا تدفع نفس القدر من الاهتمام إلى اليمن كما هو الحال في سوريا. إلا إذا حشدت وسائل الإعلام الدولية والرأي العام لترى أن الوضع في اليمن سيئ - إن لم يكن أسوأ - من ما يحدث في سوريا. هذه حرب مهملة. هناك تعتيم إعلامي متعمد على ما يحدث في اليمن.

وأضاف الدكتور سعيد صادق، ان الرأي الأمريكي العام يجهل ما يحدث في اليمن، ولن تمارس أي ضغوط على الرئيس أوباما لفعل أي شيء حيال ذلك. الإعلام الدولي يحتاج إلى صدمة للشعب، مثلما فعل في حالة الصبي السوري الذي شهدناه في حلب. نريد أن نظهر لشعوب العالم ما يحدث في اليمن، وإلا سوف تستمر هذه المذابح.