التلفزيون الألماني: نكسات السعودية الكبيرة في اليمن جعلت ملوكها يتجهون إلى حلفائهم في آسيا (ترجمة)

في ظل النكسات الكبيرة التي تعانيها المملكة في اليمن، تسعى السعودية لتوثيق العلاقات وزيادة التعاون العسكري مع دول شرق وجنوب آسيا. ويقول محللون إن باكستان توفر نقطة انطلاق لسياسة الرياض "بالنظر نحو الشرق".

قال التلفزيون الألماني في تقرير تحليلي نشره (الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2016) باللغة الانجليزية، إن المملكة العربية السعودية، وجدت نفسها حبيسة صراع مرير في اليمن خلال الأشهر الـ18 الماضية، ولا تزال غير قادرة على هزيمة الحوثيين وحلفائهم في البلد الشرق أوسطي.

ولفت DW أنه في الأسابيع القليلة الماضية، عانت الرياض من نكسات كبيرة في اليمن، ما جعل ملوك السعودية يتجهون مرة أخرى إلى حلفائهم في آسيا.

وأشار، أن وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، توقف، لفترة وجيزة في باكستان خلال عطلة نهاية الأسبوع في طريقه لرحلة شرق آسيا. وخلال فترة إقامته في إسلام اباد، التقى بن سلمان مع القيادة المدنية والعسكرية الباكستانية "لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك"، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

وتأتي زيارة بن سلمان، بحسب ما يراه التلفزيون الألماني، في الوقت الذي تخشى الرياض من آفاق التعاون العسكري الأمريكي مع روسيا وتحسن علاقات واشنطن مع إيران، المنافسة الإقليمية اللدودة للمملكة العربية السعودية.

ونقلت صحيفة الفجر الباكستانية عن مصدر قوله إن وزير الدفاع السعودي حصل على الطمأنينة من إسلام اباد في ضوء الوضع الجغرافي السياسي المتغير في المنطقة.

لكن من غير الواضح ما نوع الضمانات التي أعطاها المسؤولون الباكستانيون لبن سلمان. وكانت المملكة العربية السعودية- إحدى أكبر الممولين لباكستان، غير راضية عن عدم رغبة إسلام اباد للانضمام إلى التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن.

وفي أبريل 2015، طلبت الرياض رسمياً طائرات مقاتلة باكستانية وسفناً حربية وجنودًا، إلا أن البرلمان صوت على البقاء محايداً في الصراع باليمن. ومع ذلك، يقول خبراء أمنيون إن التحالف بين المملكة العربية السعودية وباكستان هو جزء من اتفاق التعاون الأمني الذي يقضي بنشر حوالى 1000 جندي باكستاني يؤدون دوراً "استشاريًا" للرياض ويتواجدون في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

وقال مكتب شريف في بيان: "تعهد وزير الدفاع الباكستاني شريف ونظيره السعودي لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتعزيز التعاون بينهما في مجالات متنوعة".

دعم سري

ويقول خبراء للتلفوزيون الألماني، إن الاعتماد الاقتصادي الباكستاني على البلاد العربية هو السبب وراء دعم باكستان السري للرياض في الحرب باليمن. حيث "تشير أحدث الأرقام إلى أن أكبر مبلغ من النقد الأجنبي لباكستان يأتي من المملكة العربية السعودية".

ويقول الباحث الباكستاني والصحفي المقيم في السويد، فاروق سوليهريا لـDW، إن هناك قوة عمل ضخمة من العمال الباكستانيين في البلدان العربية. وسيكون "انتحاراً بالنسبة لباكستان في حال الإساءة إلى السعوديين".

في السياق، قال محلل باكستاني مقيم في المملكة المتحدة لـDW، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن هناك قوات باكستانية بالفعل متواجدة في المملكة العربية السعودية في دور مساعدة. مشيراً أن السبب وراء مرافقة قائد الجيش الباكستاني لوزير الدفاع، شريف، في عدد من الزيارات إلى السعودية منذ بداية حرب اليمن، يمثل نوايا الجيش بيع الأسلحة الباكستانية إلى القادة العرب ولاختبار طائرات بدون طيار مصنعة محلياً والصواريخ التي تسخدم في اليمن.

ومع ذلك، حذر التلفزيون الألماني، من أن إفراط إسلام اباد حماسها لإرضاء الرياض يمكن أن يزيد من تفاقم العلاقات مع طهران. وكانت العلاقات بين الجارتين الآسيويتين متوترة لسنوات عدة.

الرياض تتطلع شرقاً

وفي ظل تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن، اتجهت المملكة العربية السعودية نحو الصين. يوم الاثنين، 29 آب، وصل محمد بن سلمان بكين لبحث القضايا الثنائية بناءً على دعوة من الحكومة الصينية.

وكتب محلل في صحيفة العربية: "إن المملكة العربية السعودية اختارت أن تنظر في علاقاتها مع آسيا في ضوء التغير السريع للجغرافيا السياسية في المنطقة وخارجها".

ويرى المحلل، أن "باكستان توفر نقطة انطلاق للرياض بالتوجه نحو الشرق".