سلم نفسك ياسعودي..!! (2)

حُجاج "تنومه" الألف.. دين قديم، وفي عنق هذه الحرب مئات المذابح والمجازر، هذا يعني أن نجني حقدكم الدفين، وستجدوننا نقف وراءكم ونستخدم براعتنا لنقتص لضيمنا الذي نمتلئ به.

من يرى منكم عسيري ثانية سيتبادر إلى ذهنه هامة الجندي اليمني وهو يزأر منتصراً: سلم نفسك يا سعودي أنت محاصر، ستكتشفون مفعولها على نبرة عسري المتخففة، هذه المرة سيأخذ دور البطولة وهو يرتدي سترة نجاة، خوفاً من ذلك الصوت القادم إليهم بقوة ما جمعوه من جبروت.

صرت عاشقاً لذلك الصوت الذي تسلل إلى أرواحنا كغيمة تحتوينا في لحظة حرب ساخنة، وكأن شغفنا بالانتصارات تخمر تحت صوته الذي انتظرناه طويلاً، هذا الصوت ليس مصادفة شديدة الغرابة، إنه صيغة ارتجالية بسيطة، لكنه هائل وعميق، وصوت شجاعة ضاربة في أعماق خمسة آلاف سنة، الصور النادرة التي تنتمي لهذه الأرض تجبرك على التسمر أمامها لساعات وساعات، صوت الطائرات القبيح مازال يصلنا، ونشاهد المدرعات وما جمعه التحالف من ترسانة أسلحة، لكننا نسمعها وهي تتكسر داخل تلك اللحظة وهي تسقط العظمة التي افتعلتها الحرب..

سلم نفسك يا سعودي أنت محاصر، صوت من تراتيل الأبطال في ميدان الشرف، وسيذكره التاريخ للأجيال ويكتب أنه أسقط جنوداً لم يروضهم الجوع، ويقاتلون من نوافذ المدرعات المكيفة، ومن تبقى منهم ينتظر سماعه لآخر مرة، ويبحث عن حظه بين الكثير من القتلى أو ركام الحرب..

لن يغادروا قبل تلقينهم دروساً قاسية.. لا لشيء..! بل لنجد من يحترمنا بعد هذه الحرب..

[email protected]

سلم نفسك ياسعودي..!! (1)