ميدل ايست آي: انتزاع الحديدة ومينائها ضربة قاصمة للمتمردين الحوثيين

اعتبر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، أن انتزاع الحديدة ومينائها الاستراتيجي سيوجه ضربة قاصمة للمتمردين الحوثيين، الذين استخدموا الميناء كحبل نجاة.

وأشار الموقع إلى تقدم القوات الحكومية بقيادة العميد الركن طارق صالح إلى الشمال من الساحل، محرزة تقدما سريعا في الوقت الذي تقترب فيه من مدينة الحديدة الساحلية.

ولفت "ميدل ايست آي" إلى نقل الحوثيين عشرات القتلى والجرحى على سيارات الإسعاف والمركبات العسكرية من الخطوط الأمامية إلى الحديدة، ويشعر سكان المدينة بأن الحرب تقترب مع استهداف البوارج والطائرات الحربية مواقع المتمردين الحوثيين.

وبعد إنشاء معسكر للجيش في المخا بدعم التحالف الذي تقوده السعودية، بدأ العميد طارق صالح بقيادة العمليات البرية ضد الحوثيين في الشمال.

ويقول الموقع البريطاني، إنه بالرغم من أن عناصر التحالف الذي تقوده السعودية كانت لديهم تحفظات جدية حول العميد طارق صالح، لكنه أثبت أنه فعال في مكافحة الحوثيين، ما جعله يحظى بدعم شامل وجديد.

وقال طلال العمري، وهو مقاتل ضمن ألوية حراس الجمهورية التي يقودها العميد طارق على الساحل الغربي، لـ"ميدل إيست آي" إن آلاف المقاتلين ينضمون إلى صفوف القائد في المخا، يتلقون تدريبات في معسكرات الجيش قبل الانضمام إلى ساحة المعركة".

وأضاف العمري، "قوات طارق وحلفاؤه على الساحل الغربي يعملون وفقا لخطة واضحة لتحرير محافظة الحديدة" واعدا بأن القتال لن يتوقف حتى يتم السيطرة على المدينة الاستراتيجية.

ويوم الخميس، كانت معارك ضارية في محيط مطار الحديدة، الذي يبعد 6 كيلومترات فقط عن المدينة.

وتضم القوات البرية العديد من الألوية المقاتلة تحت رايات مختلفة، وتساندها المقاتلات الجوية بقيادة السعودية، لكن العميد طارق لا يزال يسيطر على العملية، بحسب الموقع البريطاني.

وقال العمري، "لعبت الغارات الجوية دورا رئيسا في مساعدتنا على التقدم وليس هناك نقص في الأسلحة على الأرض، لكننا نتقدم بشكل تدريجي ومخطط بسبب الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون في طريقنا ولأننا نتجنب استهداف المدنيين".

واعتاد سكان الحديدة على سماع خطط لاستعادة السيطرة على المدينة عدة مرات خلال السنوات الثلاث الماضية، لكنهم يشعرون الآن بأن المعركة النهائية تقترب أكثر.

وقال أحد سكان الحديدة لـ"ميدل إيست آي": "رأيت بنفسي قتلى وجرحى الحوثيين تعج بالمركبات العسكرية، ولاحظت أن الحوثيين لا يتصرفون بشكل طبيعي".

ومع اقتراب قوات العميد طارق صالح، أعرب عن أمله في أن تحارب الأطراف المتحاربة بعيدا عن المناطق السكنية وتجنب استهداف المدنيين ومنازلهم.

وأضاف: "لقد انتشر الخوف في قلوب سكان الحديدة، لأنهم يعتقدون أن الحرب لن ترحمهم".

ارتباك حوثي

وأشار الحوثيون إلى أنهم لن يغادروا المدينة بدون قتال. وليلة الأحد، ألقى زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي، خطابًا بطعم الهزيمة، حاول فيه حشد قواته في وجه هجوم طارق الكبير.

وقال زعيم المتمردين معترفا بتقدم القوات الحكومية "أدعو سكان الحديدة وجميع اليمنيين للوقوف جنبا إلى جنب ضد الغزاة".

وأضاف، "أي انسحاب لأي سبب من الأسباب لا يعني نهاية المعركة" مضيفا أن "الغزاة يمكنهم فتح جبهة جديدة في الحديدة لكنهم لا يستطيعون الفوز بها".

وقال فضل الربيعي، المحلل السياسي ورئيس مركز "مدار" للدراسات الاستراتيجية في عدن، إن خطاب زعيم المتمردين هو إشارة واضحة إلى أن الحوثيين لم يتوقعوا سرعة الهجوم.

وقال: "ظهر زعيم المتمردين مرتبكا في خطابه.. يدعو مقاتليه لعدم الخوف واستمرار القتال، ثم يقول إن الانسحاب لا يعني نهاية الحرب".

وبحسب الربيعي، فإن الحديدة ستنتزع قريباً من مليشيا الحوثيين، مضيفاً أن دخول المدينة سيحد بشكل كبير من قدرات المتمردين.

وأضاف الربيعي: "إن تحرير الحديدة يعني أن الحوثيين لا يستطيعون تهريب أي أسلحة أخرى من إيران عبر البحر وهذا يعني أنه لن يكون لديهم نفس الأسلحة كما كان من قبل.. وهذا سيؤدي إلى هزيمة المتمردين الحوثيين".

وقال، إن انتزاع الحديدة هو أولوية بالنسبة للتحالف والقوات المشتركة، ولهذا السبب تقاتل قوات من مختلف المحافظات والوحدات العسكرية جنبا إلى جنب لاستعادة المدينة.

وبحسب "ميدل إيست آي"، فإن هناك سببا آخر يجعل قوات العميد طارق قادرة على التعاون مع الفصائل العديدة على الساحل الغربي وهي أنها متفقة بشكل وثيق مع الإمارات العربية المتحدة، التي تقاتل في اليمن كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية.

من جانبه قال عبد الكريم المدي، وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، لـ"ميدل إيست آي" إن القوات التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة تخطط لمواجهة الحوثيين في جميع المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في البلاد.

وقال المدي "بعد تحرير الحديدة، ستبدأ القوات بالخطوة التالية، حتى يحرروا البلد بأكمله".

وبحسب المدي، فإن المقاتلين من المقاومة التهامية - سكان الحديدة الذين يسعون لطرد الحوثيين من مدينتهم - ومقاتلين من جنوب اليمن، يسعدون بالقتال إلى جانب العميد طارق وقواته.

لكن ليس جميع الأطراف التي تحارب مع حكومة هادي سعيدة بتعاونها مع طارق صالح.

لذلك عندما بدأ طارق صالح بإقامة معسكره في المخا، خرج أعضاء حزب الإصلاح، الذي له علاقات مع المملكة العربية السعودية إلى شوارع مدينة تعز احتجاجًا على طارق.

ويلفت عبد الكريم المدي إلى أن الإصلاح ليس له أي دور في الهجوم على الساحل الغربي، مشيرا الى ان هناك "هدنة سرية قد تم الاتفاق عليها بين الإصلاح والحوثيين بعد أن انضمام العميد طارق صالح إلى ساحة المعركة في الساحل الغربي".

ويقول الموقع البريطاني، انه على الرغم من الضجة التي أثارها حزب الاصلاح في تعز عندما أسس طارق صالح معسكره في المخا، فإن نجاحاته الأخيرة حولت بعض النقاد إلى أنصار.

واحتج هاني علي عبده على طارق صالح في تعز الشهر الماضي، لكنه اليوم غير رأيه.

وقال هاني عبده لـ"ميدل إيست آي" "إن طارق صالح غير موازين المعركة في الحديدة وهذا ما لم يفعله الآخرون خلال ثلاث سنوات".

وأضاف: "أنا أؤيده بالقتال إلى جانب قوات الجيش لأنه يمكن أن يساعدهم في تحرير الحديدة والمحافظات الأخرى".